العمل في كندا
أخر الأخبار

زيادة تجنيس المغاربة في إسبانيا منذ 2018:

زيادة تجنيس المغاربة في إسبانيا منذ 2018


**1. *السياق القانوني والسياسي:*

  • التغييرات التشريعية تحت حكومة سانشيز:
    • تبنت حكومة بيدرو سانشيز إصلاحات لتسهيل التجنيس، مثل تقليل الوقت المطلوب للإقامة القانونية من 10 سنوات إلى 5 سنوات لبعض الفئات (خاصة المولودين في إسبانيا أو اللاجئين).
    • إلغاء اختبار “الثقافة الإسبانية” (CCSE) للقاصرين، مما سهل حصولهم على الجنسية عند بلوغ 18 عامًا.
  • مقارنة مع فترة راخوي (2011-2018):
    • خلال حكم راخوي، كانت الشروط أكثر صرامة، مع تركيز على منع “التجنيس الجماعي” لأسباب أمنية. بلغ عدد المجنسين المغاربة نحو 130,000 خلال 7 سنوات، مقارنة بـ 237,000 خلال 5 سنوات تحت حكومة سانشيز.

**2. *الأسباب الرئيسية للزيادة:*

  • التركيز على “السلوك المدني الجيد”:
    • يشمل عدم وجود سجل جنائي، ودفع الضرائب، والمشاركة المجتمعية. لكن التقييم يظل ذاتيًا في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى تفاوت في القرارات.
  • الوضع الديموغرافي للمغاربة في إسبانيا:
    • يُعتبر المغاربة ثاني أكبر جالية أجنبية في إسبانيا (844,000 فرد)، مما يزيد فرص تأهلهم للتجنيس بعد سنوات الإقامة المطلوبة.
  • الضغط الدبلوماسي:
    • تحسين العلاقات الإسبانية-المغربية بعد أزمة 2021 (قضية تدخل إسبانيا في الصحراء الغربية) قد يكون دافعًا غير مباشر لتسهيل التجنيس كبادرة حسن نية.

**3. *النقاط الإيجابية:*

  • تعزيز الاندماج الاجتماعي:
    • الشباب المغاربة (18–19 عامًا) الذين حصلوا على الجنسية غالبًا ما يكونون مدمجين في النظام التعليمي والثقافي الإسباني، مما يقلل من مخاطر التهميش.
  • الفوائد الاقتصادية:
    • يساهم المغاربة في سد النقص في قطاعات مثل الزراعة والبناء والخدمات، حيث يمثلون 4% من إجمالي العمالة الأجنبية.
  • التنوع الثقافي:
    • تعكس الزيادة سياسة إسبانيا الليبرالية تجاه التنوع، خاصة في مناطق مثل كاتالونيا وأندلوسيا، حيث توجد جاليات مغربية كبيرة.

**4. *التحديات والانتقادات:*

  • إشكالية “السلوك المدني الجيد”:
    • عدم وجود معايير واضحة لقياسه قد يؤدي إلى تحيز في منح الجنسية، أو استبعاد أشخاص يستحقونها لأسباب بيروقراطية.
  • الانتقادات السياسية المحلية:
    • أحزاب اليمين (مثل حزب “فوكس”) تعتبر التجنيس السريع تهديدًا للهوية الإسبانية، وتدعي أنه يُستخدم لتعزيز الناخبين المؤيدين لليسار.
  • تحديات الاندماج الفعلي:
    • رغم الأرقام الإيجابية، تواجه بعض الجاليات المغربية تمييزًا في سوق العمل والسكن، خاصة خارج المدن الكبرى.

**5. *المقارنة مع جنسيات أخرى:*

  • المغاربة يتصدرون قائمة المجنسين:
    • في 2023، شكلوا 30% من إجمالي المجنسين في إسبانيا، يليهم الكولومبيون (12%) والإكوادوريون (10%).
  • تفاوت في المعايير:
    • دول أمريكا اللاتينية تستفيد من اتفاقيات “الجنسية المزدوجة” مع إسبانيا، بينما يُطلب من المغاربة التنازل عن جنسيتهم الأصلية (مع وجود استثناءات).

**6. *التأثير على العلاقات الإسبانية-المغربية:*

  • تعزيز الروابط البشرية:
    • نحو 20% من المغاربة في إسبانيا يحملون الجنسية المزدوجة، مما يعمق التواصل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.
  • الهجرة غير الشرعية:
    • رغم زيادة التجنيس، لا تزال إسبانيا تواجه تدفقًا للهجرة غير النظامية من المغرب (مثل أزمة سبتة 2021)، مما يخلق توترات متقطعة.

**7. *مستقبل التجنيس:*

  • توجهات مستقبلية:
    • من المتوقع أن تستمر الزيادة مع إصلاحات حكومة سانشيز، خاصة إذا فاز اليسار في الانتخابات القادمة.
  • تأثير الشيخوخة السكانية:
    • إسبانيا تحتاج إلى شباب لمواجهة شيخوخة السكان (24% من السكان فوق 65 عامًا)، والمجنسون المغاربة قد يساعدون في تحقيق هذا التوازن.

الخلاصة:

الزيادة الكبيرة في تجنيس المغاربة تعكس سياسة إسبانيا المنفتحة تحت حكومة سانشيز، لكنها تثير تساؤلات حول معايير الانتقائية وتأثيرها على الهوية الوطنية. رغم نجاح جزئي في الاندماج، تبقى تحديات التمييز والشفافية في إجراءات التجنيس تحتاج إلى معالجة. هذه الظاهرة قد تكون نموذجًا لسياسات هجرة أكثر إنسانية في أوروبا، شرط أن تقترن بضمان تكافؤ الفرص للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى